+
----
-
كان الأعسر منذ قرون موضوعا للفضول وحتى مبعث خوف فيما كان عسر اليد يُعد وصمة في كثير من الأحيان. ولكن الباحثين يُدركون الآن الأهمية العلمية لفهم الأسباب التي تدفع الأشخاص الى استخدام هذه اليد أو الأخرى في الكتابة أو الأكل أو رمي الكرة.
ويقول خبراء ان قوة إحدى اليدين بالمقارنة مع الأخرى تفتح نافذة على برمجة عقولنا. وقد تساعد في القاء ضوء على اضطرابات ذات صلة بتطور الدماغ مثل صعوبة التعلم والشيزوفرينيا أو الفصام واضطراب نقص التركيز/فرط النشاط ، وهي امراض اكثر انتشارا بين الأشخاص العُسر.
وتشير دراسات أخيرة الى ان استخدام اليدين بلا فارق في قوة يد على أخرى في الاستعمالات اليومية قد يكون حتى أشد ارتباطا باضطراب نقص الانتباه/فرط النشاط وربما بأمراض أخرى من عسر اليد.
ويقدر خبراء ان نسبة الأشخاص العسر تبلغ نحو 10 في المئة ونسبة الذين يستخدمون اليدين بكفاءة واحدة زهاء 1 في المئة.
ويقول باحثون ان احتمالات عسر اليد تكون اكبر بين الأطفال الذين تنجبهم أمهاتهم في سن متأخرة أو يولدون دون الوزن المتوسط مثلا. كما تزداد هذه الاحتمالات لدى الأمهات اللواتي يتعرضن الى مستويات عالية بصورة استثنائية من الضغط النفسي خلال الحمل.
وتبين الدراسات عدم وجود اختلاف بصفة عامة في ذكاء الأعسر والأيمن على الضد من التصورات الشائعة. وهناك دلائل على ان الأعسر أفضل في التفكير على مستويات متعددة في آن واحد الأمر الذي يعتبر من عناصر الابداع. وأظهرت دراسة أخيرة أُجريت في جامعة هارفرد الأميركية ان رواتب الأشخاص العسر تقل بنسبة متوسطها 10 في المئة عن الأيامن.
ويبدو ان عسر اليد يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بعدد من الأمراض النفسية والاضطرابات التطورية. وفي حين ان العُسر يشكلون نحو 10 في المئة من السكان فان 20 في المئة من المصابين بالشيزوفرينيا او الفصام هم أشخاص عُسر. كما اشارت دراسات الى ارتباط عسر اليد بصعوبة التعلم واضطراب نقص الانتباه/فرط النشاط وبعض الاضطرابات المزاجية.
ولا تُعرف أسباب هذه الظاهرة بوضوح. ولكن علماء يرون انها قد ترتبط بتقسيم عمل الدماغ. فالدماغ يتكون من نصفين كل نصف يؤدي وظائف متخصصة تختلف عن وظائف النصف الآخر مثل التحليل اللغوي الذي يجري في النصف الأيسر. وهناك روابط كثيرة بين النصفين.